د. محمد أبو علي .. يكتب: المرأة «الاستثناء» .. بتناديني تاني ليه؟!
كل الناس حلوين طول ما عنيَّا شايفة الدنيا وانت قصادي .
يا تري مين اللي تخلي الدنيا حلوة أوي كده عشان مجرد وجودها قصادي بغض النظر عن تحولاتها الإعلامية واختلاف جودة ما تقدم الآن من برامج مقارنة بما كانت تقدم من قبل ؟
من هذه الإعلامية الاستثناء التي تعطي للسذاجة طعما وشكلا ولونا ورائحة ؟
من ؟
أرجو أن تتحملني في متابعة المنشور لآخره محاولا وضع فوارق بين الحقيقة والسخرية ؟
وأنا أشاهد بعض برامج الفضائيات وجدت البرنامج بمذيعته «الاستثناء» استضاف فرقة «بتناديني تاني ليه» وبدأت في مشاهدة ملامح المذيعة أثناء أداء الفرقة للأغنية، وحاولت وأنا في حالة «نصف وعي» إن جاز التعبير أن أقارن بين أغنية بتناديني تاني ليه وأغنية أنا باعشقك أنا.
شوفوا الفرق بين الاتنين . شوفوا الطرب الحقيقي في رائعة بتناديني تاني ليه ، اسمعوا صوت الربابة وهي تقطع نياط القلب، وتسيطر علي كل الوجدان، شايفين جمال الكلمات وروعتها والإيقاع الأجمل من كل أغاني shaggy، دققوا كويس في ترابط مقاطع الأغنية والوحدة العضوية، وتكامل كل عناصر السيمفونيات الكبيرة.
حاسس وأنا باتابع كل هذه العناصر أن ريميسكي كورساكوف صاحب سيمفونية شهر زاد هو الذي يقوم بنفسه وعصاته ولحنه ولحمه علي توزيع هذه السيمفونية العبقرية: سيمفونية بتناديني تاني ليه … مش كلام ميادة أنا بعشقك أنا أنا كلي لك أنا ..
واخدين بالكم من توفر كل معايير الصدق الفني والقلبي والعاطفي في لوحة بتناديني واختفائها تماما من أغنية ميادة …….. واخدين بالكم من هذا الشجن البهي النقي النبيل في مطرب «بتناديني» مقابل هذه «الأفورة» التكرارية في أنا بعشقك ؟. واخدين بالكم من تناسق ألوان ملابس مطرب بتناديني وحشمته مقابل رومانسية فستان ميادة غير المناسب لسنها ووزنها ؟
فارق كبير جدا جدا جدا بين خالدة «بتناديني تاني ليه» التي تعزف كلماتها علي وتر الخبرة ووجدانية الفكرة ووجودية العدم وواقعية الحدث مقابل رومانسية ميادة المبالغة والمفارقة والغارقة في انسلاخ وجداني وإحساس عدمي مباغت لجدوي الواقعية.
شايفين الفارق الكبير بين بتناديني وأنا بعشقك ؟
يااااه .. يااااااااااه علي الفرق ، أنا مش عارفني ، أنا تهت مني ، أنا مش انا وانا بشوف «بتناديني تاني ليه».
أنا مش مصدق إن فيه ناس ممكن تضيع وقتها وهي بتتطوح مع ميادة وهي بتكرر أنا باعشقك أنا ، أنا كلي لك أنا ، ويسيبوا الفن الحقيقي الراقي اللي يشبه هذه السيمفونية الرائعة سيمفونية «بتناديني»…
اسمع دي لوحدها ودي لوحدها عشان تعرف الفرق الكبير جدا جدا جدا جدا ………
أنا أشعر أن وجهك احمر غيظا مني وضغطك علا، ولو عندك سكر بعيد الشر عليك حترمي الموبايل ده لو ما كسرتوش أصلا، وستلعن المقال واللي كاتبه واللي حيشوفوه و العيش والعيشة واللي عايشينها.
والله أنا اللي زعلان من حضرتك جدا جدا جدا . .. هو حضرتك صدقت إني بقارن بين «بتناديني» تاني ليه وأنا بعشقك أنا ؟
حضرتك صدقت ؟. لو حضرتك صدقت حنزعل منك جدا جدا جدا جدا جدا . مستحيل أكون بقارن، «أبسليوتلي»….
أنا فعلا كنت مركز جدا جدا جدا، وعاوز أسمع وأشاهد أغنية بتناديني تاني ليه وكلماتها ومطربها حتي ظهرت فجأة جميلة مذيعات العالم ملكة الإعلام خفيفة الظل الأستاذة مني الشاذلي التي تجمع في شكلها وحوارها ومظهرها وأناقتها بين أرستقراطية سناء منصور اللي كانت بتقدم نادي السينما زمان وخفة دم ياسمين عبدالعزيز ورومانسية أنغام ورقة نانسي وشياكة وأناقة وسهوكة زبيدة ثروت وكاريزما نوال أبوالفتوح في الشهد والدموع ورزانة عزيزة جلال ……
بلغة نزار لازم نقول للأستاذة مني الشاذلي:. كيف استطعت كيف أن تختصري جميع مَن في الأرض من نساء . وبلغة أحمد الشهاوي «المرأة الاستثناء».
بصراحة بصراحة أنا ما كنتش مركز مع كلمات الأغنية بتاعة «بتناديني تاني» بقدر تركيزي مع هذه السيمفونية الجميلة، الأستاذة مني الشاذلي وكأنها نداهة تجعل من القبح جمالا ومن التفاهة قيمة، وكل ما قلته من كلمات مدح لخالدة «بتناديني تاني ليه» كنت بقوله لأني شايف الأستاذة مني مبسوطة جدا، وطالما الأستاذة مني سعيدة يبقي أكيد أكيد أكيد الأغنية جميلة جدا ، وستكون خالدة فعلا بوجود أ.مني فيها ……..
طيب هو فيه حل لأغنية ميادة؟ آه طبعا .. خلوا الأستاذة مني تسمعها، ولو ظهر إنها سعيدة أكيد الأغنية حتكون مدهشة فعلا ………
والله لا أمدح ا.مني الشاذلي ولكن فعلا تشعر مع طريقة حوارها لضيوفها بأنها مقياس ريختر للسعادة ….
ونصيحة يا مقياس ريختر ارجعي مرة أخري للموضوعات الجميلة بتاعة برامجك اللي قبل كده حتي لا تكوني أحد أسباب انهيار دور الإعلام في الارتقاء بالذوق .
الناس بتحبك فلا تجعلي حب الناس كإدمان الممنوع بما تقدمين الآن .
مني الشاذلي لا تتكرر .. لازم في هذا السياق نقرأ قصيدة مني للعبقري الشاعر الأستاذ عزت الطيري ::. منى
تدخل الآن
أروقة القلب
فتزلزل جدرانهُ
وترتب أركانهُ
وتغلق أشياءها
ها هنا صوتها
ها هنا عطرها
ها هنا ضحكة رنمّتها
على قفشة قلتها
ها هنا حمرة الخجل الأنثوي
على خدها
حين فاجأتها بالهوى،
وهى داخلة حجرة الدرس
فارتبكت.. وبكت
ومنى..
تخرج الآن مسرعة.. مسرعة
لتتركني
مثقلاً بالجوى
ومشتعلاً بالقصيدة
تاركة خلفها:
مطرا من ضياء
وبعض العبير
وتلويحة من يديها
انادي عليها منى
يا مني.. يا منى
فيجيب صدى الصوت… نا….
نا…. نا..
(2)
أيها المطرب العاطفي
أعطني غنوة
لأنشدها.. حين تأتي منى
أيها الشجر الموسمي
أعطني ثمر اللوز
والتين
كي يتساقط واحدة.. واحده
تحت ساقي منى
أيها الموقظ الفوضوي الذي
حين أيقظتني
لم أكن نائمًا
ولكنني
كنت أغفو قليلاً
على مصطبات الهوى
تحت صفصافةٍ
أصلها ثابت
وأفرعها
في دمي
ومنى همسة في فمي
ومنى دمعة تتساقط
عند اتساع المسافة
بين الفؤاد
وبين الهوى الأعظمِ
(3)
تظلين نائمة في سباتْ
وحولك
تصطخب الكائناتْ
وحولك تزدحم الأمنياتْ
وحولك تنتحب الأغنيات
لترجع
أنشودة من لظى
وأغنية من شتات
وكل الذين رأوك،
أشاعوا
بأن الذي راح آتْ
وأن الذي جاء ماتْ
وأنك سيدة الأمسيات
مباركة أنت بين النساء
وفاتنة دون كل البناتْ
(4)
اكشفي لون عينيك لي
هل هو الأزرق الساكنُ
هل هو الأخضر الآمنُ
أم مزيج من اللون واللحن
والرقة الفاتنه
أم خليط من الضوء
والعشب
واللجة الداكنه
(5)
لماذا تظلين غائبة في حضوري…
وصاخبة في غيابي
ولماذا إذا غبت صاحبني
كل هذا العذابِ
العذاب.. العذابِ
ولماذا حلق الحب بي
في السماوات
والساريات
تجيئين بي
للتراب؟ِ
ولماذا ارتيابك بي
ولماذا ارتيابي
ارتيابي؟
(6)
وأي النساء تحب؟
منى
وأي البنات
تود صداقة أرواحهن؟
منى!!
وأي الفصول أحب إليك
وأي المواسم
…..
وأي البلاد تود النزوح إليها؟
منى!
وأى العواصم
…
……!!
أنت
أرهقتنا
أنت أتعبتنا…..